قام باحث في معهد رانسلار بوليتيكنيك (Ransselaer Polytechnic Institute) في الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء ثلاثة روبوتات ناو (NAO) نسخة محدثة من أحجية "الرجل الحكيم" الشهيرة لإختبار الوعي بالذات ... و قد إستطاع واحد منها بالنجاح.في الإختبار التقليدي, ينادي ملك ثلاثة حكماء من البلاد و يضع إما قبعة زرقاء أم بيضاء على رؤوسهم. فيستطيعون رؤية قبعات بعضهم البعض, و لكن ليس قبعاتهم, و لا يسمح لهم بالتحاور. يعدهم الملك بأنه على الأقل واحد منهم يرتدي قبعة زرقاء, و أن المسابقة عادلة, بمعنى أن لا أحد لديه معلومات مسبقة. أكثرهم ذكاء و الذي يستطيع أن يعرف لون قبعته سيصبح مستشار الملك الجديد.
في نسخة الذكاء الإصطناعي الجديد, يعطى لكل روبوت "ترياق" (و الذى هو في الحقيقة مجرد لمس للرأس, لأن من المعروف, بأن الروبوتات لا تستطيع الأكل). ترياقان من أصل ثلاثة يجعلان الروبوت صامتا, و الثالث مجرد خدعة Placebo. المسؤول عن الإختبار, سيلمر برينكسجورد Selmer Bringsjord, رئيس فرع العلوم الإستعرافية برانسلار, يسألهم بعدها أي ترياق أخدوا.
بعد صمت وجيز يقول أحد الروبوتات " لا أعلم", و لكن بعدها مباشرة يغير رأيه و يقول "آسف, أنا أعلم الآن", ثم يقول "إستطعت أن أبرهن أنني لم أأخد ترياق الصمت".
بإمكانك رؤية التجربة في هذا الفيديو:
قد يبدو هذا بسيطا جدا, و لكن للروبوتات, هذا من أصعب التجارب على الإطلاق. ليس على الذكاء الإصطناعي أن يسمع و يفهم السؤال فحسب بل عليه أيضا أن يكون واعيا بصوته و يفرق بينه و بين الروبوتات الآخرين. ثم بعدها عليه ربط ذلك الوعي بالسؤال السابق للحصول على جواب منطقي.
و لكن لا يوجد أي سبب للذعر, لا تزال هذه الروبوتات بعيدة كل البعد عن الوعي الذي نمتلكه نحن, أو الوعي لدا سكاينت skynet في فيلم The Terminator, عندما قررت القضاء على الجنس البشري.
على العكس من ذلك لقد تمت برمجة الروبوتات حتى تكون واعية بذاتها في وضعية محددة. و لكنها لا تزال خطوة مهمة في مشوار بناء روبوتات واعية بدورها في المجتمع, و ذلك ضروري إن أردنا تحويلهم إلى مواطنين صالحين. "نحن بصدد حالة جمع المنطق و الرياضيات و ربطهم بالوعي, و نحن واثقون بأننا نحرز تقدما واضحا," برينكسجورد قائلا إلى جوردان بيرسون jordan pearson من Motherboard.
حاليا الشيء الوحيد الذي يعيق الذكاء الإصطناعي من أن يصبح واعيا بالذات بحق هو حقيقة أنه بكل بساطة لا يستطيع معالجة المعلومات بنفس سرعة الدماغ البشري, حسب ما قال هال هودسون hal hodson لNew Scientist: "رغم أن الكاميرا تستطيع إلتقاط بيانات أكثر من العين البشرية, إلا أن علماء الروبوتات لا يزالون غير قادرين على إنشاء صورة متناسقة للعالم"
لكن هذا لا يعني أنه ليس علينا توخي الحذر عند صناعة ذكاء إصطناعي أذكى. لأنه و بكل بساطة إن إعطينا للآلة الرغبات و الحاجات فما الذي سيمنعها من فعل ما تشاء؟
"هذا سؤال أساسي عن الآلات الخطيرة أتمنى أن الناس يفهمونه بعمق" يقول برينكسجورد. "جميع المنشآت و العمليات من وجهة نظر معلوماتية, و المرتبطة بأعمال خبيثة يمكن إضافتها إلى الروبوتات"
برينكسجورد سيقدم بحثه في شهر أغسطس القادم في IEEE RO-MAN باليابان, و الذي يهتم خاصة بموضوع "التفاعلات مغ الروبوتات الإجتماعية".
أووووه, و في حالة ما إذا كنت تتسائل الجواب عن الأحجية الشهيرة هو أنه لا بد أن جميع الحكماء لديهم قبعات زرقاء, و إلى لما كانت أحجية عادلة. أو على الأقل هذا أحد الحلول.
0 comments:
Enregistrer un commentaire