22/07/2015

إكتشاف دواء جديد يعالج الإكتئاب و بحد أدنى من الآثار الجانبية

إن الابحاث في الولايات المتحدة قد كانت تجرب نوعا جديدا من الادوية المضادة للإكتئاب على الفئران،و قد بينت هذه التجارب أن هذا الدواء قادر على علاج أعراض الاكتئاب في اقل من يوم واحد.
بالمقارنة مع الأدوية الموجودة حاليا التي تتطلب من ثلاث الى ثمان اسابيع لتكون فعالة و إذا كانت النتائج المحصلة هي نفسها عند إعطاء هذا الدواء للانسان  فإنه قد يكون حلا أنجع من العلاجات الاخرى كالبروزاك و ليكسابرو التي ليست فعالة إلا بالنسبة لثلث المرضى الذين يعانون من الاكتئاب

         كما يقول رئيس الابحاث في جامعة ماريلاند سكوت تومسون  في بيان صحفي أن النتائج التي حصلوا عليها تفتح الباب على فئة جديدة من مضادات الاكتئاب المحتملة،كما يضيف أنه يملك أدلة تؤكد انه بإمكان هذه المركبات التخفيف من أعراض الاكتئاب في أقل من يوم و أنه بامكانها القيام بذلك بطريقة تحد من العيوب الاساسية للمركبات الموجودة

الادوية المضادة للاكتئاب الموجودة حاليا مثل البروزاك و ليكسبارو تعمل على رفع مستوى النواقل العصبية في الدماغ.التي تعرف بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية و تعمل هذه الاخيرة على الحد من امتصاص السيروتونين الى داخل الخلية قبل المشبكي للدماغ،  ويبدو ان هذا التعديل في مستوى السيروتونين يساعد خلايا الدماغ على ارسال و إستقبال رسائل كيميائية بفعالية أكبر الشيء الذي يمكن من تعزيز مزاج الشخص

هناك مجموعة من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المتوفرة الان للمصابين بالاكتئاب،لكن كل واحدة منها لها تركيبها الكيميائي الخاص لذلك سوف تؤثر على المريض بطريقة مختلفة قليلا حيث يمكن ان تسبب بعض الاعراض الجانبية السلبية كالغثيان و الدوار و انخفاض الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب و الخمول و الأرق و زيادة الوزن.كما سيتوجب على المرضى الانتظار لشهر او شهرين لتخفف هذه الادوية من اعراض المرض،و الذي يكون مؤلما ليس فقط من الجانب العاطفي بل و قد يؤدي الى الإنتحار

و كل هذا يؤكد ان هذه الادوية تعمل عند جميع المرضى حسب دراسة حديثة"معدل الاستجابة بعد المرحلة الاولى من العلاج بواسطة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية غير المعتدلة، تتراوح 40-60 في المئة. اما معدلات الشفاء تختلف ما بين  30-45 في المئة.كما ان ثلث الاشخاص الذين يتعاطون لهذا الدواء ستظهر لديهم اعراض متكررة للاكتئاب اثناء العلاج

لإنتاج دواء أكثر فعالية، بدلا من النظر إلى التخفيف من مستويات السيروتونين في الدماغ، ركز طومسون وفريقه ناقل عصبي  مختلف مجمع المثبطة يسمى جابا او حمض أمينوبيوتيريك

هناك نوعان من النواقل العصبية التي تنقل المعلومة حول دماغنا- النواقل العصبية المثبطة و المثيرة.في حين ان النواقل العصبية المثيرة مسؤولة عن تحفيز الدماغ،فإن الأخرى المثبطة موجودة لتهدئته و تحسين المزاج. لكن بالنسبة للاشخاص المصابين بالإكتئاب، فيفترض الباحثون ان الرسائل المثيرة في بعض مناطق الدماغ ليست قوية بما فيه الكفاية،و أفضل طريقة لمكافحة هذا هي خفض مستويات  الناقلات العصبية المثبطة في هذه المناطق

تطلع طومسون و فريقه الى مجموعة من المركبات المسمات "جابا نام"التي تقلل من الرسائل المثبطة التي يتم إرسالها عبر الناقل العصبي "جابا".عند اختباره على فئران تظهر لديها اعراض الاكتئاب،فان هذه المركبات لم توازن فقط عمل جميع انواع النواقل العصبية لتحسين المزاج خلال 24ساعة، بل إنها كذلك خفضت الاثار الجانبية الغير مرغوب فيها،و كانت قادرة على التاثير فقط على مناطق الدماغ الاساسية لتحسين المزاج

انتجت هذه المركبات الاثار الاكثر دراماتيكية في الدراسات الحيوانية التي كنا نامل"يقول طومسون"سيكون من المثير الان معرفة ما اذا كانت هذه المركبات ستعطى نفس النتائج عند المرضى المصابين بالإكتئاب.اذا مكنت هذه المركبات من التخفيف من اعراض الاكتئاب بسرعة عند الانسان كالتفكير في الانتحار،فانها قد تحدث ثورة في طريقة معاملة هؤلاء المرضى

و ستكون الخطوة التالية هي تحضير هذه المركبات لتجريبها عند الانسان للنظر ما إذا كانت هذه النتائج الواعدة محققة عند الانسان.اما الشيء الوحيد المؤكد فهو ان المصابين بالاكتئاب في حاجة ماسة لأدوية أفضل من تلك التي يتعاطونها حاليا.لذلك نأمل ان الفريق يسير على الطريق الصحيح






 

0 comments:

Enregistrer un commentaire