نتائج اختبار دواء جديد للزهايمر قد ظهرت، و يبدو أن الباحثين في المملكة المتحدة قد وجدوا الحل الأول لإبطاء تقدم هذا المرض. و وفقا للبيانات التي قدمت في مؤتمر الجمعية الدولية للزهايمر في واشنطن هذا الأسبوع، فإن هذا الدواء ليس علاجا إلا أنه يمكنه أن يبطئ سرعة هذا المرض بنسبة الثلث.
قال إريك كاران مدير الأبحاث في المملكة المتحدة"هذا هو أول دليل على شيء يؤثر حقا على تقدم المرض، تاريخ الطب يوحي أنه بمجرد أن تمر من هذا الباب، يمكنك إستكشاف المزيد من الفرص العلاجية الأكثر نجاعة، و هذا يجعلنا نستطيع المساعدة أكثر.
الدواء المسمى بSolanezumab تم تطويره من طرف شركة الصيدلة الأمريكية إيلي ليلي، و آخر شيء سمعناه منهم كان سنة 2012، عندما تمت عدة تجارب دامت18 شهرا على مصابين بالزهايمر من 16 بلدا مختلفا إلا أن هذه التجارب لم تعطي أي نتائج، حيث أنها لم تحقق أي نتائج أولية معرفية أو وظيفية.
لكن كان لا يزال هناك أمل، مع المعطيات التي أظهرت أن المرضى المصابين بزهايمر غير حاد شهدوا إنخفاضا في تدهور قدراتهم المعرفية، حيث يبدوا أن ال1300 شخص المصابين بزهايمر غير حاد و الذين تعاطوا لدواء Solanezumab إنخفضت سرعة فقدانهم لقدراتهم العقلية بنسبة 34 بالمئة بالمقارنة مع الذين تعاطوا لعلاج بديل.
إلا أن فريق الباحثين كان بحاجة إلى إثبات أن Solanezumab كان فعلا يبطئ من سرعة فقدان القدرات المعرفية و الذاكرة لدى المصابين، و لم يكن فقط يعالج أعراض المرض عن طريق تحسين مزاج الأشخاص أو إعطائهم التركيز المتزايد ليتمكنوا من إعطاء أداء جيد في إختبارات الذاكرة و القدرات المعرفية.
لذلك طلب الباحثون من هؤلاء المصابين مواصلة أخذ هذا الدواء لمدة سنتين و نفس الشيء بالنسبة للذين يتعاطون للدواء البديل. و قد تم الإعلان عن النتائج، حيث أعلن تشارلي كوبر لصحيفة The Independent. "إذا كان الدواء يعالج الأعراض فقط، فإن الذين أخدوا الدواء البديل كان من المفترض أن تكون لهم نفس نتائج الذين تعاطوا Solanezumab لكن ذلك لم يحصل، لذلك فإن الدواء يعالج المرض لا الأعراض.
حسب الصحافية هانا دفلين في صحيفة The Independent المصابون بالزهايمر المعتدل كانوا يمرون بأسوإ أعراض المرض مثل تغيرات في الشخصية و فقدان للذاكرة، بينما الآثار الإيجابية لSolanezumab كانت بالكاد تتجلى للمرضى و عائلاتهم، لكن التأثيرات الأوسع للنتائج قد أعتبرت ذات أهمية كبيرة لأنه و لأول مرة يحصل أن دواء يبطئ من تأثير المرض على العقل حسب قولها.
يشتغل الدواء عبر التأثير على amyloids الذي يعتقد أنه إحدى آفتي الدماغ التي تساهم في تطور المرض. يتموضع الsolanezumab بين الخلايا العصبية وتشكل تجمعات كثيفة من بيتا اميلويد جزيء - وهو نوع من البروتين اللزج الذي يتجمع ليشكل لويحات،و تتدخل هذه الأخيرة في الإتصال بين خلايا المخ، مسببة فقدان للذاكرة و نقص المستوى المعرفي. لذلك فإن Solanezumab يجد هذه اللويحات و يفككها.
يقول الفريق أن الآثار الإيجابية لا تظهر عند المصابين بزهايمر حاد و الذين يشهدون أسوأ أعراض المرض. من المحتمل أن الدواء سيكون فعالا إذا تم إعطاؤه في وقت مبكر.
في حين أنه مسموح لنا أن نكون مبهرين للنتائج المحصلة، لا يجب أن ننجرف بهذا لأن هذه النتائج يجب إعادتها من طرف فريق مستقل. و يقول ريتشارد موريس عالم أعصاب في جامعة إيدينبورغ في المملكة المتحدة و الذي لم يكن مشاركا في البحث "أنا جد متفائل من وجهة نظر الجمهور لكن بحذر، و يجب أن يكونوا كذلك"و قال للحارس"هذه ليست تجربة فئران،إنها دراسة إنسان،و هذا مهم".
فريق إيلي ليلي مستمر في أبحاثه، و نتائج التجربة الثالثة من المتوقع أن تنشر سنة 2016.
0 comments:
Enregistrer un commentaire